رياضة سليم الرياحي..هل أتاك حديث "الأنغلوفون" ومرارة الدربي وشطب الحكام ؟
انتهى جدل دربي العاصمة بين الترجي الرياضي والنادي الافريقي ليوثّق في سجلاته انتصارا ترجيا خلّف موجة من الفرح في المعسكر الأحمر والأصفر ولكنه ترك الكثير من الأسى في الضفة المقابلة، فتقاليد الصراع الأزلي تؤكد أن السجال ظلّ وسيبقى متواصلا بين الفريقين في ظلّ حالة المد والجزر التي ترسّخها التفاعلات الجماهيرية قبل وأثناء وبعد الدربي..
في خضم ما سبق يبدو أن سليم الرياحي رئيس النادي الافريقي أصرّ على أن يظل نشازا في سير الأحداث بعد تصريحاته الغريبة التي عقبت المواجهة وأثبتت أن الرجل يتلمّس على ما يبدو واقعا مغايرا لما تعيشه قلعة الافريقي التي لم تجن في غضون سنة ونصف منذ توليه مقاليد الحكم غير الوعود والمسكّنات التي لا تعدو أن تكون سوى حبات فاليوم لن تنهي أوجاع الغيورين على الجمعية ممن ساءهم أن يتردّى الوضع الى هذه الشاكلة..
بعد الدربي اشتكى الأفارقة من ظلم سلط عليهم بواسطة صفارة هيثم القصعي وهو أمر منطقي ومعتاد من هذا الجانب أو ذاك بما أن الأخطاء قد ينتفع بها هذا الفريق ويكتوي بآلامها في لقاء ثان، بيد أن الرياحي بنظريته الغريبة قال ان المطلوب هو الشطب النهائي حتى يرتدع المخلّون ويبدو أن الرجل يعيش على تخوم مدينة أفلاطون الفاضلة والا ما كان لينطق بمثل هذا القول لمجرّد هفوة تقديرية صدرت هن هذا الحكم أو ذاك وقد تكون ألمته أكثر من احساس فقدان الدربي ذاته والذي لا يعرفه الا المكشخ أو الكلوبيست الحقيقي وليس من المنتمين "عنوة" الى هذا الصفّ أو ذاك..
على الرياحي أن يتذكّر في هذا السياق مثلا أن "الجمعية" انتفعت من ضربة جزاء عجز المحللون عن تصنيفها منذ ثلاثة أشهر على هامش مواجهة قرمبالية الرياضية حين اصطدم دجابو بالهذلي ليسجل أشرف الزيتوني من ركلة جزاء لم يطالب عقبها سليم الرياحي بشطب نهائي للحكم...
رئيس الافريقي تحدّث أيضا بعد هزيمة الأحد عن مشروع كبير تحسّس معالمه صلب الافريقي وهو في طور التحقّق..ويبدو أن الرجل نطق عن غير دراية بحجم معاناة "الكلوبستية" الحقيقيين الذين ملّوا الانتظار لضمان لقب يغيب عنهم للموسم السادس على التوالي كما أن حال حديقة المرحوم القبايلي لا يسرّ العدو قبل الحبيب..واذا ماكان المسؤول الأول يحزم بعكس ذلك فعليه الاطلاع على حالة الميادين وحجرات الملابس التي يرزح تحت وطأتها الشبان وهم مستقبل الفريق لأنه مجرّد عابر سبيل...
الرياحي قال أيضا في معرض حديثه عن حالات الهروب المتكرّر لأجانب النادي ان السبب الرئيسي لحالات ساليفو وتاغوي وغيرهم هو صعوبة مزاج "الأنغلوفون" نسبة الى من ينطقون اللغة الانقليزية ولذلك فانه يفكّر لاحقا في "تبنّي" لاعبين باستقدامهم في سن السادسة عشرة وايواء أهاليهم الى جانبهم ..غير أن الرجل تناسى أن سبب هروب الغانيان المذكوران هو عدم تسلم مستحقاتهم وهو الذي يفكّر في اغراق النادي باستقدام عائلات الأجانب..
سليم قال أيضا ان الافريقي يريد الاستثمار في الأجانب كي يجني نادي باب الجديد أرباحا مستقبليّة، ولا ندري بناء على أية قناعات نطق لسان رئيس الافريقي، فمن كان يفكر في الاستثمار لا يجرؤ على انتداب شيخ بخصال وعمر ومؤهلات الكونغولي مات ماسيلو..كما أنه لا يعيد ايزيكال الى تونس بمبلغ يفوق صفقة مغادرته الافريقي الى روسيا...
على الرياحي أن يدرك أن تباهيه بالأموال والمؤسسات والى ما غيرها من الأكسسوارات لا يجدي نفعا في واقعنا المعاش الذي لا يعترف بغير النتائج والألقاب وهي البرهان الذي خذل الرياحي وكتيبته ممن أصرّ على الدفاع عنهم في تصريحاته..وبرّأهم كعهده منذ القدوم الى الافريقي الذي عزل عنه أبناءه الحقيقيين وأدمج صلبه كائنات غريبة الانتماء والتاريخ لاقت احتجاجا ورفضا غير مسبوقين في القلعة الحمراء...
من يتحدث بمثل هذا الأسلوب ويعتمد هذه المناهج للتغطية عن فشله لن يقدر حتما على اعطاء النموذج الجيّد للاعبين والاطار الفني الذين لا لن تعنيهم حتما رقابة الهيئة أو عاصفة الغضب الجماهيري طالما أن مدد المنح متواصل بعيدا عن مبادىء المسؤولية وروح الانتماء الى الجمعية...
هذا حال الافريقي الذي ترنّح أكثر من اللزوم مع رئيس لا يقدر على استشراف عواقب خطواته وقراراته غير السليمة، فالوقائع تثبت أن السير عكسي حتى وان تمادى الرياحي في غيّه والاستفراد بالرأي وتقديم طروحات لا تسمن ولا تغني من جوع..ولا تقنع سوى من شملهم بعطفه الفيّاض الذي قد يجرف الجميع قريبا ان لم يعدّل الرمي في أعقاب سلسلة من السنوات العجاف.
طارق العصادي
